حضرموت على مفترق طرق رسالة واضحة إلى التحالف العربي

top-news
  • احقاف / مقالات
  • 09 فبراير, 25

كتب / مزاحم باجابر

إلى التحالف العربي في ساحل حضرموت ممثلًا بدولة الإمارات العربية المتحدة:

حضرموت اليوم تقف على مفترق طرق مصيري حيث تواجه تحديات لا تحتمل التسويف أو التلاعب بواقعها. 

كانت قيادات حضرموت وعلى رأسها حلف قبائل حضرموت بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش العليي هي الدرع الحصين والشريك الحقيقي للتحالف في تحرير الساحل من الإرهاب وهي اليوم تقف كصوت أبناء حضرموت للمطالبة بالعدالة والحقوق.

( أزمة الثقة خطر يهدد الشراكة )

الحاضنة الشعبية التي دعمت التحالف منذ اللحظة الأولى بدأت تفقد ثقتها بسبب السياسات الحالية التي تتجاهل مطالبها المشروعة.

إيقاف تمرير النفط لم يكن سوى خطوة اضطرارية للتعبير عن حجم الغضب والإحباط الذي يعاني منه أبناء حضرموت نتيجة الإهمال والتجاهل المستمر.

ما تطالب به حضرموت ليس مستحيلًا: 
خدمات مستحقة، تنمية عادلة، ووقف الاستنزاف الممنهج لثروات المحافظة، وهي حقوق يكفلها المنطق قبل أي شيء آخر.

( أخطاء متكررة: هل يتم التعلم من الماضي؟ )

نذكّر التحالف وبالأخص دولة الإمارات أن رموز حضرموت وقبائلها كانوا البوابة التي دخلتم بها إلى حضرموت ومنحوا الشراكة فرصة لتزدهر ولولا دعمهم لما استطعتم تأمين موطئ قدم لتحرير الساحل من الإرهاب والتمددات الخطرة.

لكن هذه الشراكة أصبحت اليوم على المحك مع تزايد الضغوط التي تُمارس على حلف قبائل حضرموت وقيادته من قطع الحوافز والمستحقات المالية على الضباط والجنود المؤيدين للحلف والداعمين له إلى محاولات إنهاء التصعيد الذي يقوده الحلف دون تحقيق أي من المطالب المشروعة.

إذا استمر التعامل بميزان مختل يعاقب فيه من يطالب بحقه ويُكافأ فيه من يقبل بالتبعية فإن التداعيات ستكون كارثية ليس فقط على حضرموت، بل على استقرار المنطقة بأكملها.

( حضرموت ليست كباقي المناطق )

حضرموت تتميز بوعي أبنائها وحرصهم على سيادتهم وهو ما يجعلهم يرفضون التبعية أو الإقصاء تحت أي مسمى.
التحالف بحاجة إلى حضرموت كحاجة حضرموت إليه، والاعتماد على سياسة الترهيب أو الضغط لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية.

أي تصعيد عسكري أو محاولات لزرع الفتنة بين أبناء المحافظة سواء عبر القوات المحلية أو باستقدام أطراف من خارجها سيؤدي إلى انفجار الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه وستتحمل الأطراف المتسببة في ذلك كامل المسؤولية أمام الشعب والتاريخ.

( رسالة إلى التحالف الفرصة الأخيرة )

على التحالف العربي وتحديدًا دولة الإمارات أن يعيدوا النظر في سياساتهم وأن يتعاملوا مع حضرموت بما تستحق من احترام وعدل.
حضرموت تطالب بحقوقها وهي حقوق لا تقبل المساومة أو المماطلة. 
تعاملوا بحكمة وعدل فالحاضنة الشعبية هي أساس استقراركم وشراكتكم وأي مساس بها سيعني انهيار العلاقة بين الطرفين.

في الختام اقولها بوضوح:
“حضرموت قوية بأبنائها ولن تُكسر إرادتهم مهما كانت الضغوط.
الحل الوحيد هو العدل والشراكة الحقيقية التي تحترم حقوق الجميع.”

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *